مهارات الاتصال مع الاخرين ...

.... مقدمة ....
من المستحيل أن تعيش وحدك !!
ومن المستحيل أن تقوم بكل شيء وحدك !!
لابد لك من الإتصال بالآخرين ..
سواءاً كانت علاقتك بهم علاقة عمل أو صداقة أو حب أو دراسة ...إلخ
هؤلاء الأشخاص تختلف طباعهم ، وأخلاقهم ، ونفسياتهم ، وعاداتهم ..
هل تستطيع أن تمنح كل منهم مايناسبه ، وما يحتاج إليه ؟؟
بالطبع : لا
يقول بابليوس سيرس :
"ليس بإمكانك أن تجعل نفس فردة الحذاء تصلح لكل الأقدام"
لكن ما الذي يجمعكم ؟؟
هو الإنتماء لجنس الإنسان

لكن كيف تصل إلى مشاعر هؤلاء ـ كلهم ـ وتقتحم قلوبهم ؟؟

التعرف على المشاعر يُسهّل عملية الإتصال ويؤدي إلى الإستجابة ..
المشاعر مختلفة .. الطفل ، الشاب ، المرأة ، المحتاج ، العامل ...إلخ
ولكن كيف تتصل مع هذه المشاعر المتباينة ؟؟

أولا : افهم مايريد منك .
فإذا فهمته كنت أقدر على الإقناع والتأثير ..
كما في قصة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع ثمامة بن أثال ، فقد فهمه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقرأ ما بين عينيه فكانت النتيجه :
أعلن إسلامه بأجمل الكلمات :"يا محمد والله ماكان على وجه الأرض وجه أبغض من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ ..."

ثانيا : كن مبتسماً من الأعماق .
فالابتسامة وطلاقة الوجه هي مفتاح القلوب.
يقول جوزيف أديسون :
"الابتسامة بالنسبة للإنسان كالشمس للزهور ، إن الإبتسامة قليلة ضئيلة الشأن ، ولكنها عندما تتناثر بطول طريق الحياة تؤدي إلى أثر طيب لايمكن تخيل مداه"
ويقول ـ أيضا ـ :
"الابتسامة سرعان ماتنساب إلى داخلك وتجعلك تشعر بالبهجة وارتفاع المعنويات"
ولكن بقي أن نعلم أن الإبتسامة الداخلية الخارجة من الأعماق هي التي يحس بها الآخرون وتدغدغ مشاعرهم ، وليست الابتسامة الظاهرية الكاذبة ..
يقول جوزيف كينيدي في كتابه : استرح ثم قم بالبيع :
"تعلم أن تبتسم في داخلك ، إن ما يتسرب إلى لاوعي عميلك هو إحساسك لاتعبيرات وجهك"

ثالثا : أعطهم فرصة للتعبير :
فحينها تتكسر الحواجز وتختفي الأسرار ويصبح الحديث من الروح للروح ..
فلا شيء أعظم عند الإنسان من أن يُفهم .. وأن يُقدّر ..
الإنسان يعاني من كبت نفسي عميق .. يحتاج إلى من يفتح له قلبه وأذنه .

رابعاً : أشْعِر الآخرين بكرامتهم :
نعم .. أشعرهم بآدميتهم .
إن المساس بكرامة الآخر هي الخطيئة التي لا تغتفر عند البشر ..
يقول عمر ـ رضي الله عنه ـ :
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟!"
أعط الناس حقوقهم .. أمنحهم الثقة في أنفسهم .. لا تُشعرهم بالإستغلال ..
فمن الكرامة أن تتعامل مع من هم أقل منك باحترام ..
يحتاج من يقوم بواجبه أن تقول له : أحسنت ..
حتى الشخص الذي كان نصيبه من الدنيا خدمتك يحتاج إلى أن تقول له :
إنك تقدر جهوده وتشكر له إخلاصه ، وتعتذر عن إزعاجه ..
إنها معاملة أشرف الخلق ـ عليه الصلاة والسلام ـ ..
يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ :
"خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي : أف قط
وما قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟
ولا لشيء تركته : لم تركته ؟".

خامساً : ضع نفسك مكان الآخرين :
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ :
"من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإنه يلوح له وجه تعسفه"
ويقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
" ... فمن أراد أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة ... وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه"

سادساً : تواضع للآخرين :
فالتواضع الكاذب لايؤدي إلا إلى نصائح مخدوشة .. وأحاسيس كاذبة .
أما التواضع النابع من الإحساس بالآخرين فيؤدي إلى احترام مافي الضمائر ..
وتقدير الإرادات والذوات التي وصلت إلى ماعجزت عن الوصول إليه ..
فتتعلم ماجهلته بصدق .. وتنال الشرف الذي أخبر به ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
"ما تواضع أحد لله إلا رفعه"