التفكير خارج الصندوق
ينهمك الكثير منا في أعمال روتينية وينساقون وراء حلول مكررة دون التفكير في المتغيرات والمستجدات ، لأنه من الأسهل أن نفعل ما كنا نقوم به دوما بطريقة آلية وخاصة في مؤسساتنا المختلفة تجد المدراء لديهم قدرة عجيبة على خنق الإبداع فيرسمون لموظفيهم إطارا لا يسمح لهم بالخروج منه معتقدين أن التفكير التقليدي يوفر مغبة المخاطرة ، في حين تعتبر القدرة على تحمل المخاطرة جزءا لا يتجزأ من مؤهلات النجاح . فمن المهم ألا يعتاد المرء الخضوع للتفكير التقليدي ، فهذا يقتل القدرات الإبداعية للإنسان ويصيب التفكير بالشلل . فعلى الرغم من القواعد والإجراءات الروتينية التي وضعت لتنظيم العمل ولتحقيق أفضل النتائج إلا أن الركون إلى تطبيقها بدون تفكير وتغيير يؤدي في النهاية أيضا الى الروتين والتشابه . وهذه بعض القصص التي تبين أهمية التفكير دائما خارج الصندوق :
القصة الأولى:
واجه رواد الفضاء الأمريكيون صعوبة في الكتابة نظرا ً لانعدام الجاذبية وعدم نزول الحبر إلى رأس القلم ! للتغلب على هذه المشكلة أنفقت وكالة الفضاء الأمريكية ملايين الدولارات على بحوث استغرقت عدة سنوات لتتمكن في النهاية من إنتاج قلم يكتب في الفضاء وتحت الماء وعلى أرق الأسطح وأصلبها وفي أي اتجاه . بالمقابل تمكن رواد الفضاء الروس من التغلب على نفس المشكلة باستخدام قلم رصاص ! .
القصة الثانيه:
تلقت شركة صناعة صابون يابانية شكوى من عملائها لأن بعض العبوات خالية ، فاقترح مهندسو المصنع تصميم جهاز يعمل بأشعة الليزر لاكتشاف العبوات الخالية أثناء مرورها على سير التعبئة وسحبها آليا إذا كانت خالية . وقد كان الحل مناسبا رغم تكلفته .
بالمقابل وضع أحد عمال التغليف في المصنع مروحة كبيرة بدلا من جهاز الليزر ، ووجه هواءها إلى السير الذي تمر عليه عبوات الصابون حتى تطير العبوات الفارغة قبل وصولها إلى صناديق التعبئة